بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

هـي … ذات القضية الكبرى – ايوب حسن

هـي  …  ذات القضية الكبرى

ايوب حسن – مدافع حقوق انسان / مجموعة اشنونا – بغداد

—-

قضيتها كبيرة ، وعنوانها اكبر .. نهايتها وخيمة ، لكن بدايتها بأحرف صغيرة قصتها ليست بالمستحيلة ولكنها في نفس الوقت عصيّة على من جعلها عصّية استهان من استهان بها ، لكنه لا يعلم ان الاهانة تعود له ذنبها ليس بذنب ، وخطئها ليس بخطأ

فغالباً ما تجد الذنب ملصق ذات الالتصاق بها بلسان من حولها ، وغالباً ما تجدهُ ذنباً يجري معها بجريرة غيرها ، و قلما تجد من ينصفها او يقف بجانبها ، وكيفما تحدثت لإنصافها وضع الناس من حولك علامات الاستفهام بسبب ما قلت وتحدثت .. وأينما وجدتها تترقبها الأنظار وتتساءل ( لماذا ولماذا ) ، وليس هناك من يقل ( معها ومعها ) لحل قضيتها ، كما وليس هناك من يتدارك وقوع الخطأ المستقبلي عليها ، ثم لا يعمل لمساندتها وإعادتها إلى جـل وجودها في المجتمع الا القله القليلة ، أما الاكثرية فيحملون داخلهم الفكرة السوداء عن تلك القضية ، ولا يفصحون عنها علناً  مكتفين بالمجاملات ، تلك الفكرة التي لا تحمل الا عزل تلك الشريحة الكبرى عن من حولها من البشر وبذرائع واهية ؟؟

أين ذهب فيكم التفكير ؟؟ وعن اي قضية نتحدث ؟؟ وعن اي مفهوم نتكلم ؟؟.

نعم سيداتي سادتي .. أنها ( ألمطلقه ) ذات القضية الكبرى .. تلك التي حملت أعباء تلك الحروف المبعثرة بسكاكين ظلمها  ، الحروف التي اجتمعت بها لتطلق لها العنان في الحياة .. تلك الحياة التي اقترنت بالحرية من قيد يسمى (قيد ظلم الزواج الخاطئ) … لتنتقل منه إلى قيد أخر الا وهو (قيد الطلاق) .. تلك القضية الكبيرة التي تحمل أبعاداً كثيرة ، لطالما هي بحاجة إلى من يتطرق إليها ويعمل على دراستها بجد واجتهاد و حذر ، وذلك لإيجاد الحلول الجذرية لها ومعرفة مدى خطورة ازديادها ، والانتباه إلى اللامبالاة في التعامل القسري معها .

 

تساؤلات تدعوا للأرق مما يحدث

كيف بأناس جعلوا من الطلاق مزحة للتسلية وقضاءاً للوقت ؟ وكيف بمن جعل الزواج ألعوبة لأطفال الخامسة عشر من العمر ليعلنا طلاقهما في السادسة عشر من العمر نفسه ؟ وكيف بمن يأتي ليهد بناء صرح كبير يصل إلى سنوات عديدة ، بني على التفاهم والتعاضد ، وأسس على أساس الكلام الملئ بالألفة والعاطفة ، ممزوجاً بالحكمة والتفكير الصحيح ، ليفاجئ المجتمع بعقلية بائسة وسلبية ، ويطلق حكم الطلاق تحت مسميات وأعذار لا تمت لمجتمعاتنا بصله .

فهل يا ترى هكذا هي قداسة بناء اللبنة الأساسية من المجتمع ؟ أم هكذا تبنى الأسر والأجيال من أناس لا يعرفون معنى كلمتي ( زواج  و طلاق)

فكلنا يعرف إن الزواج هو ذلك الرباط المقدس التي سنته الشرائع السماوية لأعمار تلك الأرض ، والذي لا ينطلق إلا من عقول واعية و متكاملة أو قريبة من درجة الكمال (والكمال لله وحده) ، والوعي في انجازه والدخول فيه ، ليعطيا بعد ذلك أللبنه تلو أللبنه لبناء المجتمع الصحيح ، أليس هذا ما نعرفه ؟؟ أم هنالك العكس حسب مفهوم من يعيش زماننا اليوم ؟؟

أما الطلاق فمعرفتنا فيه ، بأنه الطريق الأخير لإيقاف استمرار البناء ، والقرار الحتمي النهائي الذي لا يعرف الرجوع ، لإيقاف الرباط الأسري ، ولكن لاسباب عظمى لا حل لها.

.

أخاطبكما أنتِ و انت !!!

هل عسانا أن نعي ونعقل ما يفعله شباب ورجال ونساء اليوم من إهدار للأسر ، وتشريد للأطفال ، وإطلاق الأفكار التافهة والبذيئة والتي لا ترتبط لأعرافنا ومعتقداتنا بشئ ، أو عرفتها أدياننا وافكارنا وتوجهاتنا بمعرفه ؟؟

أقول لك ( انت ايها الذكر ) وبصريح العبارة ( إن لم تكن قادراً على الزواج فلما اقترنت بامرأة؟ ولما اخترقت عفتها ؟ ولما أنجبت منها ؟ … ان لم تكن قادراً على رفد المجتمع بأسرة محترمة يسودها الاحترام والاخلاق وتنشئ منها براعماً مفعمين بالمعرفة الدنيوية الصحيحة  ، فلماذا جئت وادخلت نفسك لتلوث المجتمع وتربك النظام الانساني بعقليتك الهمجية التي لا تستطيع السيطرة حتى على نفسها … لتأتي بعد ذلك وتجد نفسك بلا قرار ويقودك القاصي والداني (صديق – جار – مستطرق) ؟ لتعلن بعدها التخلي عن شريكتك التي عقدت معها الشراكة على اساس خاطئ  .. ترى هل انتهت صلاحيتها بالنسبة لك…. فبئس الرجل أنت .

وأنتي (ايتها الانثى)  ….. هل من مبرر يجعلك تنهين العلاقة المقدسة وتوجهيها إلى الطلاق تحت أعذار واهية ؟ فهل قطعة ذهب تافهة هي سر الحياة ؟ أم فستان فاخر لا ترتديه إلا لمرة أو أكثر؟ أو بسبب تدخل هذا وذاك في حياتك الداخلية وطريقة إدارة عائلتك ؟ او على اساس قالت لي ( امي – صديقتي – اختي ) هذا الرجل لم يعد ينفعك .. هل رأيت على ظهره مكتوباً (تاريخ الانتاج – تاريخ الانتهاء ) ، أقول لك بصريح العبارة ( إن لم تكوني بقدر مسمى امرأة فلما اتجهتي إلى الزواج ؟ ولم وضعتي نفسك تحت طائلة حكم الأب وألام بجورهم الخاطئ في اغلب الأحيان ؟ وما ذنب من انجبتي من أحشاءك ؟ فبئس المرأة أنت أن كنتي من هكذا صنف من النساء . كما لا أظلمك إن كان مغلوباً على أمرك في جريمة الطلاق.

جميع تلك الاسئله نجد اجوبتها لدى :- ( الشباب الذين يعون ما يقال ويتغاضون عنه ، ثم كبار السن الذين يزجون بشبابنا غير الواعي نحو أخطاء إدارة حياة هم ليسوا بقادرين عليها ، ليحقق الكبار مأرب تريحهم فقط دون النظر إلى ما بعدهم.

.

رسالة الى من يهمه الامر

بينما اتحدث لكم بالم شديد عن تلك القضية ابعث برسالة شديدة اللهجة الى منظمات المجتمع المدني والى منظمات حقوق الانسان المحلية والاقليمية … فحواها :- ان تجعل تلك الجهات المستقله والحرة في حركتها وعملها ، كامل جهدها في العمل على رفد السلطة القضائية في بلادنا والبلدان الاخرى بقوانين رادعة وصارمة بحق من يتجرأ على فعل الطلاق … قوانين لا تنحصر ضمن المادة فلان والمادة فلان التي اعتاد على اطلاقها القضاة والمحامون تبعاً لكتب قديمة يصل عمرها الى مئة سنة ماضية ، ويعود تطبيقها الى ايام لم يكن فيها الفيسبوك والعجلات الفاخرة ذات الدفع الرباعي ومثاقيل الذهب ذات الملايين من الدنانير ، بل قوانين تتماشى مع التغير الكبير الذي طرأ مع البشرية في ايامنا الحالية

حيث تكون تلك القوانين تتعدى حدود المعاقبة المالية التي اصبحت تجارة لا تسمن ولا تغني من جوع ، واصبح ذوو الطلاق يعلنون الاستهتار فيها من خلال دفع مبالغ شهرية بالتقسيط بعد الطلاق للمطلقه ، يصل البعض منها الى دفع مبلغ قيمته لا تساوي في السوق كيس من طحين الخبز او مادة الرز ، فهل ياترى تلك هي الحلول الرادعة بحق من يفعل هكذا فعل ؟؟

.

بماذا نوصي ؟ وهل سينفذ ؟

ختام القول ولا ختام لهذا الموضوع لما له من شرح كبير ونقاشات اكثر وابعاد لا تعرف التوقف …. لكن فلينظر الجميع إن من يقع عليه الأذى في جميع مجريات تلك القضية هو (الأنثى) ، ذلك الجنس الذي أوصت به الاعراف والاديان قديماً وحديثاً ، ونذكر منها ما ورد في الدين الاسلامي على لسان نبيه بالقول :- ( أوصيكم بالنساء خير) .. فهل استوصى احد بنساءه خيراً؟؟.. وهل احترم الاخ اخته ؟ الزوج زوجته ؟ الابن امه ؟ ….. وكذلك قدست تلك الاديان والاعراف والتقاليد باقوالها وافعالها بخصوص الكائن الانثوي واحترمته واعلت من شأنه .. لا بل حتى كانت الانثى تحمل قداسة الهية لدى الديانات والفرق والاقليات القديمة.

فرفقاً بها ، وعطفاً بأنوثتها ، وانتباهاً لعظمتها وعجباً لمكانتها … فلا تجعلوا منها عرضة للانضمام لشريحة مضطهدة بشتى وسائل الاضطهاد الإنساني هي ومن خلفها وما ينتج عنها من اطفال وتبعات اخرى …… ولا تجعلوا منها عرضة لـعبارة تتردد على لسانكم دون سابق تفكير ((ابغض الحلال عند الله))

نعم انه حلال كما قرأتم ، لكن يتقدمه بغض …. فلماذا تتسابقون الى البغض قبل الحلال ؟؟؟

علماً اننا خلقنا لنغتنم حلال الزواج الذي لا بغض فيه لنبني من خلاله مجتمعاً صحيحاً … فهل من العقل ان نتجه الى حلال ملئ بالبغض والمساوئ فيما بعد لنبني منه مجتمع ؟؟؟

اجيبو انفسكم ان استطعتم الاجابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى