بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

عندما يعض المتطرف بخطاب الاعتدال – زياد خالد علي

تعود المتلقي تقبل خطابات متباينة ، واتجاهات مختلفة تصدر عن منظرين الافكار شتى ، مابين يسار ويمين ، وثيوقراط وعلمانية ، تطرف واعتدال ، لكن نمطا جديدا بدا يطفوا على السطح بمنهج قد يعده البعض صدفة ، وهو اتخاذ المتطرف خطابا معتدلا ,  الا اني اختلف معهم ، فلا يمكن لمتطرف ان ينحى منحى الاعتدال صدفة ! فهو يحاول جهد امكانه تقمص التطرف فكرا واداءا ان لم يك حقيقة فتمثيلا للحفاظ على شخصية وصورة التطرف التي يعدها شيء مقدس، ان صدور وصايا الاعتدال من المتطرف انما تنم عن توجه جديد مدروس , ومعد ومخطط له سلفا ، تاره بخطاب الوعظ , وتارة بفتاوى بسيطة تحرك النفس وتكسب الود , لاشخاص تحاول كسب تاييد وبناء قاعدة جماهرية ترتبط ارتباطا روحيا بالواعض ، لغرض بناء جسور ثقة تستغل مستقبلا لتنفيد فكر مريض ، ان ما لفت انتباهي وجود صفحات تواصل اجتماعية ظاهرها الاصلاح باطنها التطرف ، تغذي افكار اليافعين والشباب اصحاب الخبرة البسيطة , والثقافة المتواضعة ، فتمنحهم حيزا اكبر من استحقاقهم , وتقوي في نفسهم حب الذات , والغرور , حتى تصنع منهم اصنام شمع بالية تحترق عند اول صراع فكري بنور المعرفة , لقلة حيلته المعلوماتية والثقافية , فتولد حقدا دفينا عدوانيا ذو نزعة انتقامية مدمرة وهذا هو المخطط والمتوقع والمنتظر من هذه الفئة ، عندما يكون خطاب العقول كبيرا يصعب على ماصغر من الاخيرة تفهمة ويصعب بالتالي تفهيمه , فكيف بمن لا يفقه الفرق بين المفاهيم البسيطة , ان يناقش في مبادئ وافكار فلسفية , ان من اهم مصاديق هذا الامر , الفتاوى البسيطة التي تحرك الشعور بالطمانينة , والفت العناية لفتوى لحظتها بالصدفة , لفتاة بريئة تسال عن الارتباط بشخص غير مواضب على الصلاة , فيجيب المفتي الوقور ذو الخلق الرفيع والدين العتيق , بعدم جواز الارتباط بشخص لا يصلي , ثم يسرد رواية جميلة تمس القلوب يختمها بفتوى اشد , وهي فسخ او بطلان الزواج فيما لو ترك الزوج الصلاة او كانت تعتقد بانه يصلي واتضح عكس ذلك , ان هذه الفتاوى قد يجدها البعض بسيطة , بيد انها غاية في الخطورة , فبداية الفتاوى لا تزوجوا تارك الصلاة , ثم ننتقل لاخراجه من الملة في الفتوى الثانية , ودليل ذلك فسخ عقد تارك الصلاة او بطلانه , ويعرف اهل الاختصاص ان العقد لا يبطل او يفسخ الا لتخلف احد اركانه في الاول , او تخلف احد شروطه في الثاني , والنتيجة الاخطر وهذا هو المغزى , انهاء حياة الخارج عن الدين اوالملة كونه تارك للصلاة , وهنا يبرز لنا خطاب التطرف الحقيقي المقنع بقناع الاعتدال , حيث تدرجت فتوى بسيطة لتاسيس اسرة وبناء كيان اجتماعي , الى فتوى بالعنف والاضطهاد والكراهية , وماذا بعد ذلك ؟ كراهية داخل الاسرة , اذا لم تؤدي الى هدمها فبالقطع ستؤدي الى مناحرات ومنازعات ومشاحنات داخل الاسرة , مما يولد عدم استقرار اجتماعي واسري , يجب ان نتصدى لهذه الامور , وان نقف موقفا جادا من هذا الموضوع , فهو واجب على كل معني بالمجتمع , وكل مدافع عن حقوق الانسان , فهذه الاساليب المتطورة تؤدي الى انتهاكات مبطنة غير معلنة , تغذي العقول ويكون لها ميول للعنف مستقبلا من دون شعور ,ان خطاب التطرف خطاب خطير يؤدي الى تغذية العقول بامور تحث على العنف ونبذ الانسانية , ان العنصرية وضع خطير ومقيت , قد تتحول الى ظاهرة تضرب كيان المجتمع , او الى ثقافة مجتمعية يتوارثها الخلف عن السلف , ليؤسس مجتمع مبني على النبذ والتمييز , واذا بدات الامور تسير بهذا الاتجاه فان عجلة القيادة تفلت من ايدي العقلاء مما يصعب معها تصحيح المسار , او يكون بجهد جهيد وشاق يحتاج الى عقود زمنية , لذا انتبه للمتطرف اذا تحدث بلسان الاعتدال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى