بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

خاتون الجبل- حسام سالم

سقوط سنجار, ليس ككل سقوط, فهو يشبه سقوط المولود الاول, عندما يحاول الوقوف على قدميه للمرة الاولى, فيختزل خوف الامومة بلهفة الهية. هكذا كان سقوطك, بالنسبة لنا. فعلى الرغم, من وجود داعش بالقرب من مناطق تواجد الايزيدية على مدار شهر, لم يترجم خوفهم الى نزوح جماعي, وترك مناطقهم الهادئة والمسالمة.

عندما سقطت سنجار , نزح الجميع, فخاتون الجبل! ترتبط بها كل مناطقنا وتنظر اليها كجدار ازلي في معادلة الوجود والالوهوية! او على الاقل في نزول الاله اليها في اليوم الاحمر!
سنجار, ألم الايزيدية الابدي, وعنوان وجودهم الدائم, سقطت بيد داعش الذي قتل مئات الاطفال, والرجال, ومات المئات جوعا وعطشا وخوفا, فوق الجبل, دون منقذ , فحتى الله تخلى عنهم, في تلك اللحظة التاريخية, كأختبار الهي لوجودهم, لبأسهم, وأس انتمائهم المغاير!
لقد قامت مجاميع داعش باغتصاب العديد من النساء الايزيديات وبيعهم في سوق الرق, وتعريضهم لابشع انواع الانتهاك والتعذيب الجسدي والنفسي, حتى ان منهم من انتحرت او ماتت خوفا من ذكورة الاله في رجاله!.
يعتبر سبي مئات النساء القاصرات والمتزوجات والارامل , من ابشع ما تتعرض له المراة في كل العالم, فقد اهينت المراة بوجودها وكينونتها وذاتها من خلال اغتصاب, وقتل وسبي نساء الايزيدية, وانتهكت كل مواثيق الحقوق والاخلاق في هذه الاعمال الوحشية التي استخدمت المراة كسلعة حرب.
فاليوم المجتمع النسوي العالمي امام تحدي حقيقي في الدفاع ونبذ ما تعرضت له الديانة الايزيدية ونسائها من انتهاكات بشعة, واذا لم يكن للمجتمع النسوي دورا بارز في نبذ هذه الانتهاكات فهو ينتهك حقوق المراة اكثر مما فعلت داعش! فهناك صمت نسوي لما تتعرض له المراة العراقية في سنجار من سبي وقتل واغتصاب وخطف, كذلك في الموصل حيث هناك انتهاكات حقيقية تتعرض لها المراة من ممارسة لجهاد النكاح وغيرها من اساليب التميز والدونية والتي تفرضها عناصر داعش.
هذه دعوى لكل الناشطات النسويات للعمل على الدفاع ونبذ هكذا اعمال ضد المراة وانصاف خاتون الجبل (الفتاة السنجارية), والعمل على الدفاع عن كرامة المراة اينما وجدت.
حبي لك, تقديري لك, انحنائي لك, ذكورتي خجلة امامك, فأنا أتبرأ من ذكورة الاله!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى