بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

حرية المرأة بين القول والفعل – المدرب مهند جاسم

لقد تكلم الكثير عن حقوق المرأة  واسهب في بيان ما لها من حقوق وما عليها من التزامات ، ونحن في العراق ايضا سار الكثير من كتابنا على هذه الموضوع، وكأن الامر اصبح  تفاخر  في الدفاع عن المرأة في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، بل  وتعدى الامر الى عقد اللقاءات الجماهيرية والندوات العامة للتعريف بحقوق المرأة في القانون وفي الاتفاقيات الدولية، والبعض  استطيع ان اقول انه قد ضرب ثقافة مجتمعه عرض الحائط، وما يحتويه من خصوصية، واصبح من اشد المتجاسرين ضد ثقافة مجتمع يجد فيها اعتداء صارخ على كل شيء  اسمه (انثى ).

لكن عندما تعيش مع هذا الانسان المدافع عن الحقوق تجد انه في كثير من الاوقات غير صادق فعليا فيما كان يكافح من اجله، ويطبق خلاف ما كان ينادي من اجله، فهو يعيش الواقع بكل ذكورية ظالمة غير  رشيدة اليوم نعيش للاسف ازمة صدق من انفسنا اولا ثم صدق مع الاخرين في تطبيق ما نقول ونكتب، الموضوع ليس كتابة فقط والتفاخر امام الصحف والاعلام انني مدافع عن حقوق الانسان وخاصة المرأة، الموضوع صدق فيما نقول، وترجمة ذلك الى فعل، ويكون الفعل مؤثر في انفسنا اولا ثم مجتمعنا ثانيا.

اذا اردنا ان نحصي عدد الكتب والبحوث التي كتبت في حقوق المرأة نجدها كثيرة جدا، البرامج الاعلامية ليس لها عدد، لكن للاسف وحسب تصوري ليس لها اثر واضح في مجتمعنا ولا اعلم السبب ؟؟؟ هل هو  عدم مصداقية الكاتب فيما كتب، عدم مصداقية الاعلامي فيما نقل وتحدث، ام عدم تقبل المجتمع الانتقال الى حالة من الرقي واحترام الاخر  حتى وان اختلفت معه ؟؟؟!!!

نعلم جميعا انه بعد كل هذه السنوت والكتب والبحوث في حقوق المرأة، في مجتمعنا العربي عامة والمجتمع العراقي خاصة، هناك ظلم مستمر وفظيع يمسها، وكأن الحدث او الضرر الذي اصابها يشعرنا اننا نعيش في سنوات الظلام، في سنوات يتجاهل فيها من يمسك بها انه يعيش في عصر العلم والثقافة وسرعة المعلومة، في عصر يسوده القانون وانه ممكن ان يصل اليه وهو في فراشه، ويحاسبه  رجاله على ما اقترف بحق تلك المخلوقة الرقيقة .

اليوم نعيش ازمة مجتمعية اجدها صارخة، عن كل ما يصيب المرأة من ظلم، ويحيطها من جهاتها الاربعة قانون مكتوب ودين سماوي يحكم في النفوس، ورقابة اعلامية بمؤسسات كبيرة، ومجتمع مدني يكافح، ورغم كل ذلك نعيش حالات مخجلة في حقوق المرأة …

نحن نعيش في مجتمع واحد، هل يعقل لليوم المرأة يتحكم بها الاب للزواج بمن يريد، كي يرتفع شأنه ويحظى بمكانه اجتماعية مرموقة، ويقال عنه صاحب أمر ونهي في عائلته، هل يعقل ان المرأة المطلقة او اذا ارادت الطلاق ينظر اليها نظرة دونية تقلل من قيمتها كأنسان وكأنثى وتخسر حقها في العيش حالها كحال النساء الاخريات، هل يعقل للان المرأة تعيش رهينة وشايات كاذبة تقلل من وجودها واعتبارها انثى ؟؟!!

اليوم مطلوب منا ان نعمل على تغيير قناعة وثقافة مجتمع، و نطالب ان تتهيئ لنا بيئة مناسبة للحوار مع الاخر  وقانون محترم من الاخر، ونقول للمجتمع ايها المجتمع توقف عن العبث بمستقبلك فانت في خطر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى