بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

تقرير بعنوان (المظاهرات السلمية في العراق) – هبة حسين علي – مجموعة اشنونا

عنوان التقرير :المظاهرات السلمية في العراق

اعداد المدافعة : هبة حسين علي

مجموعة: أشنونا

تاريخ كتابة التقرير :1 حزيران 2016

اندلعت شرارات التظاهرات في العراق عام 2015 حيث خرج الناس مطالبين بتحسين الخدمات و خصوصا الكهرباء التي تكاد تكون شبه معدومة في فصل الصيف… لكنها جوبهت في بعض المحافظات العراقية من قبل رجال الأمن باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين مما اسفر عن سقوط ضحايا و كانت البصرة اول من قدمت شهيد و هو الشهيد منتظر الحلفي. فكان لاستشهاده الشرارة الاولى لاصرار الشعب بالخروج في المظاهرات و رفع سقف المطالب لتصل إلى اقالة القضاء و بعض الوزراء الفاسدين و المدراء العامين و تفعيل دور هيئة النزاهة.. و قد ايدت المرجعية الدينية هذه المطالب و طلبت من الشعب عدم السكوت و الخروج للمطالبة بحقوقه المسلوبة و الغريب أن جميع الاحزاب السياسية التي لها وزراء و برلمانين و شخصيات في الحكومة خرجت بالمظاهرات مؤيدة لمطالب الشعب اذن لماذا خرج الشعب هل خرج على نفسه ام الاحزاب خرجت تتظاهر على نفسها اخذت المظاهرات تتسع و بدات كل يوم جمعة تخرج الناس للمطالبة بحقوقهم و مع هذا الاصرار تحولت الى اعتصامات و قد بدأت بعض الجهات من المليشيات التي كانت هذه التظاهرات زعزت نظام حكمها في بعض المحافظات بالاعتداء على خيم المعتصمين السلميين في محافظة البصرة بالضرب بالات حادة و جارحة مما ادت الى اصابات مختلفة بين صفوف المعتصمين… اما في محافظات الانبار و صلاح الدين و ديالى فقد اخذت التظاهرات شكل اخر و هو الطائفي و مطالبة المعتصمين و المتظاهرين بتشكيل اقليم سني مما أدى إلى دخول المندسين بينهم و قد سهل هذا الانقسام و هذه المطالب دخول داعش بحجة انهم سيقومون بحماية المتظاهرين و المعتصمين كون الحكومة قد منعت مثل هذه التظاهرات التي تؤيد الى الانقسام… اما في بغداد فقد خرجت الناس مطالبة بحقوقهم و قد كانت الاعداد غفيرة و قد امتلات ساحة التحرير بالمتظاهرين حاملين لافتات تطالب بالاصلاح و تحسين الخدمات… استمرت هذه المظاهرات لمدة عام كامل مع وعود من رئيس الوزراء بالاصلاح لكنها كانت مجرد حبر على ورق… الى ان خرج مقتدى الصدر داعيا اتباعه للاعتصام على بوابات المنطقة الخضراء و قد خرج اتباعه تلبية لدعوته و خرجت معهم عدة تيارات علمانية كالتيار المدني… كما لم تخلو التظاهرات منذ بدايتها من العنصر النسوي الداعم للمطالب المشروعة… استمر الاعتصام قرابة العشرة ايام بعد أن اعتصم مقتدى الصدر داخل المنطقة الخضراء و بعد وعود من رئيس الوزراء حيدر العبادي بالاصلاح فض الاعتصام لكن التظاهرات بقيت مستمرة كل يوم جمعة تخرج الى ساحات العامة للمطالبة بحقوقهم… خلال احدى جمع التظاهرات استطاع المتظاهرين عبور جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء و استطاع المتظاهرين اقتحام المنطقة الخضراء و الدخول الى مجلس النواب و مجلس الوزراء و قد فر النواب على اثرها و قد تم محاصرة بعضهم من قبل المتظاهرين الغاضبين و قد اعتصم المتظاهرين بساحة الاحتفالات التي هي من ضمن المنطقة الخضراء قرابة الثلاثة ايام و بعدها خرج المتظاهرين بامر من مقتدى الصدر و قيادات المظاهرات…. لكن هذا الدخول للمنطقة الخضراء لم يمر بسلام او مرور الكرام فقد اجتاحت بغداد سلسلة تفجيرات دامية كانت قد تسببت باستشهاد و جرح العديد من الاشخاص و تسببت بدمار هائل للممتلكات و قد ثارت مرة أخرى الجماهير و اقتحمت المنطقة الخضراء للمرة الثانية رغم التحصينات التي حصنت بها لكن هذه المرة وجه المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع و الرصاص الحي و قد ادى هذا العمل الذي قامت به القوات الامنية المسند لها حماية المنطقة الخضراء علما أن بعض القادة الامنين رفض ضرب المتظاهرين مما ادى الى استشهاد عدد من المتظاهرين و تسبب بحالات اختناق و قد كان من بين الضحايا اطفال و نساء. و قد اثار هذا العمل ثورة المتظاهرين مما ادى بهم الى استمرار التظاهر لحين اتمام الاصلاح و قد ادى اعمال العنف التي قامت بها قوات الأمن و عدم وفاء الحكومة بوعودها الى استياء المرجعية الدينية التي دعمت الحكومة بالاصلاح….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى