بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

المرأة وكارثة السبي – ميثاق حامد

المرأة وكارثة السبي – ميثاق حامد

رغم كونها نصف المجتمع من الناحية النظرية الا انها مازالت تفتقد لمقومات الحياة الحرة الكريمة على ارض الواقع, تلك هي المرأة التي اعتادت ان تنتهك كرامتها وحريتها على مرأة ومسمع من المؤسسات والمنظمات الدولية والشعبية والرسمية.

ففي الوقت الذي تسعى المراة الى رفع الحيف عنها وفك قيود مظلوميتها والمضي لاعلاء شأنها تظهر فجأة وبشكل سريع ومخيف نكبة جديدة تضاف لنكباتها العديدة التي عانت منها عبر التاريخ فكانت دائما ضحية النزاعات والحروب والطائفية وغالبا ما كانت تقع تحت ويلات جرائم الشرف والاتجار وغيرها وهاهي اليوم تؤخذ ك(سبية ) تباع وتشترى كسلعة رخيصة في اسواق النخاسة والرق .

هذا بالتحديد ما يحدث الان في الموصل بعد اجتياحها من قبل الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها (الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش) فقد تم الاعلان مؤخرا ان (داعش) قامت بخطف  اكثر من 400 من النساء من الطائفة الايزدية والمسيحية ومن ثم حجزهن ك(سبايا) ويتم عرضهن في اسواق للنخاسة تم افتتاحها مؤخرا في الموصل لهذا الغرض.

بينما تم توزيع باقي النسوة اللاتي تم قتل ازواجهن على معسكرين ل(داعش) لممارسة ما يدعى ب(جهاد النكاح ) .

وفي الوقت الذي تعاني فيه النساء (السبايا) الامرين ويتعرضن لانواع الاذلال والاهانة التي تعتبر اهانة للمجتمع باكمله ووسط كل المطالبات الشعبية بالتدخل السريع في هذه الكارثة التي حلت بالنساء العراقيات بشكل عام والايزديات منهن على وجه الخصوص , كان موقف الحكومة العراقية هزيلا لم يتعدى عبارات الشجب والاستنكار لما يحدث, وبأستثناء النداء اليتيم الذي ورد عبر وزارة الدولة لشؤون المرأة والذي ناشدت فيه (الجهات ذات العلاقة ) والحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان بوضع حد لمعاناة المرأة, فقد بقيت مواقف كل من السلطات التنفيذية والتشريعية والمؤسسات الدولية ضعيفة لاتتناسب مع حجم السخط والاستنكار الذي يتعالى في الشارع مطالبا منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الانسانية والرأي العام  بأتخاذ مواقف اكثر شجاعة وصرامة وتبني القضية بشكل جدي وملموس على ارض الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى