بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

العنف والتعصب ومستقبل السلم الاهلي في العراق – حسام سالم

ورقة معدة ضمن مشاركة المنتدى الاجتماعي العراقي في المنتدى الاجتماعي العالمي – تونس 2015

حسام سالم/ رابطة التاخي والتضامن الايزيدية.

التمييز في العراق ظاهرة قديمة لها جذورها الاجتماعية كاية ظاهرة اجتماعية اخرى, وتلعب الكثير من العوامل في تعزيز وانتشار هذه الظاهرة في المجتمع العراقي.فمثلا التمييز ضد الاقليات الدينية قائم منذ عقود نتيجة الاختلاف في الثقافات الفرعية مع الثقافة العامة السائدة ومنها ممارسة الطقوس الدينية والشعائر, في الثقافة العراقية الكثير من التمييز على الصعيد اليومي والعملياتي ومنها مثلا: على اساس اللغة,المسرح, الرياضة,الجامعة, المدرسة والخ. ومما لا شك فيه تلعب التمييز دورا محوريا في عملية عدم استقرار المجتمع والسلم الاهلي مما يربك التعايش السلمي والسلم الاهلي في المجتمع بشكل عام وبين الافراد الذين ينتمون الى ثقافات دينية وعشائرية وطافية ومناطقية مختلفة, فالتمييز مثلا ضد بعض الفئات الاجتماعية في بغداد كالغجر او “الكاولية” او الاقليات الدينية المتواجدة في العاصمة.

إن التمييز او خطاب الكراهية ضد بعض الجماعات يشكل مسبب من اسباب عدم التعايش او قبول الاخر والتعصب, فعلى سبيل المثال الحديث بخطاب كراهية عن فئة عراقية ما هل يعتبر خطاب كراهية وبالتالي يؤدي الى التمييز وتقويض السلم الاهلي؟ ام انه يمثل راي صاحبه ويعتبر حق من حقوق التعبير عن الراي؟ فاذا ما وصفنا طائفة كاملة او ديانة كاملة بكلمات تمييزية يؤدي الى تقويض السلم الاهلي وعدم وجود نظام قانوني يحمي السلم الاهلي ويعزز من التعايش ويجرم كل من يتحدث عن الفئات الاجتماعية اغلبيات واقليات ونساء يتعرض للمسالة والملاحقة القانونية من هنا سوف نبني مجتمع خالي من العنف والتعصب.

خطاب الكراهية في المحافل العامة؟

مالذي على المجتمع المدني والدولة والمثقف ان يلعبه في هذا الجانب من اجل تقليل والحد من خطاب الكراهية وخصوصا في المنابر والمحافل العامة كالجامع و الكنيسة والمعبد والجامعة والمدرسة وغيرها هل نحتاج الى قانون ينظم ذلك وتلائم مع ثقافة قبول الاخر وحقوق الانسان. فمثلا لو تحدث زعيم سياسي عن العنف والتحريض له هل يجب علينا كمجتمع مدني محاسبة هذا الزعيم السياسي. وماذا لو كان زعيما دينيا حرض على العنف؟ وكيف يكون شكل المحاسبة؟

إن العنف تحتكره الدولة, فهل يجوز احتكار العنف من قبل جماعات مسلحة؟ مادور المليشيات او التنظيمات العابرة للدولة في هذا الجانب؟ هذه الاسئلة كلها تثير مخاوف التعايش السلمي والسلم الاهلي وهل للمجتمع المدني استراتيجية بعيدة المدى من اجل ان يلعب دورا محوريا في تقويض هذه الاسباب كالمليشية, العشيرة, المنبر العنفي لبعض رجال الدين, العنف الاقتصادي او توزيع الثروة؟

 لماذا الجمهور يتلقى خطاب الكراهية ويتفاعل معه في الحياة اليومية , ويحوله الى ظاهرة مماسسة تاتي من تحت (المجتمع) وفوق (السلطلة) لتفرز لنا ظاهرة عنفية وتعصب فريد من نوعه يتمثل بالعراق؟ هل الموروث التاريخي للتعايش في العراق لم يوجد ام ان العقل الجمعي متذبذب ويستقبل التعصب والعنف ويتفاعل معه؟

حقيقة بعد سقوط نظام صدام حسين عاش المجتمع العراقي بلاد دولة لفترة الا ان جاء سلطة الائتلاف ولم نشهد عنف او تعصب انذاك, على ارغم من غياب الدولة وهذا ما يعطي سبب ايجابي للتاعيش السلمي للمجتمع العراقي.

توصيات:

1-تقسيم الثروة بشكل عادل يعيد انتاج السلم الاهلي الذي للعراق تجربة حقيقة فيه ويقوض العف والتعصب.

2-مشاركة المجتمع المدني بفاعلية في الحوار العام ونبذ العنف.

3-قانون عراقي يجرم العنف والتمييز والحث عليه من قبل الافراد او المؤسسات الدينية.

4- حصر السلاح بيد الدولة.

5-اعطاء المراة دورها في ادارة المجتمع وان تساهم في عملية تعزيز السلم الاهلي.

6- هوية وطنية جامعة يعمل الكل ضمن خيمتها يدفع باتجاه السلم الاهلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى