بحوث و مقالاتمصادر في حقوق الانسان

الجهل بمفهوم حقوق الانسان في العراق – عمار عبد الكريم محمد

مجموعة مساواة – بغداد

ما هي حقوق الانسان؟ لو طرحنا هذا السؤال في مجتمعنا العراقي فهل سنجد اجابة! اغلبية المجتمع العراقي يجهل ماهي حقوق الانسان رغم ان هذه الحقوق تولد وتثبت بولادة الانسان للحياة ويكتسبها بمجرد كونه انسان اذن هذه الحقوق وجدت منذ وجود البشرية فلماذا تجهل الاغلبية هذه الحقوق! ولم تطالب بها! تساؤل يجب ان يطرح للبحث عن الحقيقة ومن سبب ذلك الجهل! ففي البداية لم نكرس لهذا الموضوع بالشكل الصحيح ولم نوجه طاقتنا من اجل تعزيز مفهوم حقوق الانسان لدى تركيبة الفرد العراقي فأبسط مثال على هذا الشيء لم يرسخ مفهوم حقوق الانسان في المدارس والجامعات وان وجدت فتكون مادة ثانوية لا تعطى ذلك الاهتمام الكبير في حين تعتبر من الاساسيات التي يجب ان يتعلمها الفرد العراقي في هذه المرحلة من الحياة حتى اصبح الطالب لا يعترف بهذه الحقوق وهذه الطامة الكبرى حين تصل عقلية الطالب نحو تجاهل حقوقه وعدم الاعتراف بها فعملنا على تربية اجيال لا تعرف ماهي حقوقه في حين تعليم هذه الحقوق لدى الفرد العراقي لها مردودها الكبير من اجل تعزيز معرفته بحقوقه وتمكينه على اتخاذ خطوات تضمن حماية حقوقه واحترامها وكذلك يقع جزء كبير في جهل حقوق الانسان من الاسرة  “ينبغي أن تبدأ حقوق الأنسان في المنزل” إدواردو غاليانو، فأذا طالب الطفل بحقوقه يعاقب لذلك تعتبر الاسرة هي القاعدة الاساسية في بناء الفرد وبالتالي المجتمع ، فكلنا نشترك في هذا الخطأ الذي جعل منا نتراجع بالزمن الى الوراء فأبسط حق حاليا نفتقده هو حق الحياة فينتهك من قبل جميع المسميات الزائفة فتارة باسم الدين وتارة اخرى باسم الارهاب وغيرها من المسببات الواهمة التي ينتهك بها هذا الحق فلا تبنى دولة او مجتمع وهو فاقد او جاهل لحقوقه الطبيعية فتعتبر هذه الحقوق هي الركيزة الاساسية لبناء المجتمع العراقي المستقر في حين انشغلنا في مواضيع الحروب و الويلات التي مرت على العراق و الحملات الزائفة وتكتيم الافواه وعدم احترام الرأي الاخر فتوالت الحكومات على العراق ذات سلطة الرجل الواحد وحكم الفئة الواحدة وتهميش باقي فئات المجتمع وغيرها من الامور التي شغلت المجتمع عن معرفة حقوقه كمعرفة حق العيش بكرامة ، حق العمل ،حق التعليم ،حق المساواة ،حق حرية الرأي والتعبير، حق تغيير الدين وغيرها من الحقوق التي لا تعد ولا تحصى. ان هذا الجهل لا يقع فقط على الفرد العراقي حاليا وانما حتى على صعيد مؤسسات الدولة التي تعد قدوة  للفرد فنجدها تنتهك هذه الحقوق او قد البعض لا يعترف بها في حين ان مسؤولية تعليم وترويج مفهوم ومبادئ حقوق الانسان تقع على عاتق الحكومات ومؤسساتها وكذلك اليات حمايتها، لكن كيف نعالج هذا الجهل المستشري في جميع مفاصل المجتمع العراقي كافة نعالجه عندما نقوم بثورة ثقافية فكرية توعوية من قبل المجتمع تقودها مؤسسات الدولة وكذلك منظمات المجتمع المدني من خلال تربية الفرد العراقي من الصغر على ماله من حقوق وما عليه من واجبات وجعل حقوق الانسان من المواد الاساسية في المؤسسات التعليمية التربوية وادخالها الى المجتمع بصورة متطورة فلا يصح النظر الى حقوق الانسان بأنها حقوق مجردة فهي تتطور بمقدار تطور العلاقات الاجتماعية. وان حماية وتطبيق هذه الحقوق تقع على عاتق مسؤولية الفرد ومؤسسات الدولة بشكل مهني بعيدا عن الانتقائية في حماية وتطبيق هذه الحقوق واعطائها صبغة القانون حتى لا تكون هذه الحقوق حبرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى